يا امرأة طالعتني من بعيدها
بنظرة مدوّية
نصْلُها السيف اخترقني
وجسدها الميّاس بسحره الساخر
رغم حذري
استبدّ واستعبدني
يا امرأة…
جمعت من العصور شموخها
ومن حور العِين دلالها
ومن البلابل شدوها
يا امرأة…
سكن الفجر جبينها
واصطفّ اللؤلؤ على ثغرها
يا امرأة…
انتظرتُها أن تأتيني طوعاً
أو هكذا تعودتُ…
فصمدتُ على كوى الجمر
بغرور رجل عشقته النساء
أو هكذا ظننتُ…
فطال في انتظارها انتظاري
وروّضَتْ مني التحدي
فخسرتُ حرباً أنهكتني
دارت رحاها في ذهني أنا وحدي
فسلّمتُ واستسلمتُ
لامرأة في فكرها سامقة… عذبة الكلام
وفي أهداب عينيها يكمن غموض الأكوان
ولطغيان أنوثتها إيقاعات
كل مرة تثير فيّ البكاء
يا امرأة…
ملأت تكويني بحضارة عشق يشبهها
خصّب الدماء في أوصالي
فشيّدتُ لها من أضلعي
هيكلاً لخطى قدميها
كي أوْدِعَها توسلاتي
بانتظار أن تأتيني!!
ففي مرآتي لم أعدْ أرى من ذاتي سواها
وكيف لا أكونها وأصبر كي تكونني
فهي امرأة من دون النساء عَشِقْتُها!!