ابتسمي…لأنك امرأة!!

         يومك العالمي رمزٌ, يروي حكاية عنوانها… الأم!

     يقول أراغون: “المرأة أم يولد من حبها الرجل, ويهيم بها كما يهيم الإنسان بالمناخات الصوفية”.

      وإليك سيدتي أقول: من أجلك خُلقت بهجة الأعياد, متماهية مختالة في ربيع الأيام والفصول, فتزهر البراعم وتكتسي الأشجار رداء الحياة, ولك وحدك تنسج الشمس من خيوطها حروف الحب, وترسمك لوحة عشقٍ تدغدغ أخيلة الوعد, وتنحت لك في قلب الذاكرة صوراً بديعة للحلم… أنت أنثى الأحاسيس والمشاعر, التي تتسللُ من بين سطور شاعر, يكتبك قصيدة بحروف تسمو بالمعاني والكلمات… يخبأها في محجر الأيام وينوّمها على دفقاتٍ من خفقات القلوب, ليعانق الحلم الأمل…! شذاك الحب, تغنّى على لحن جداول الفردوس… لأنك الزهرة الفواحة في كل الأزمان, وأريجك العطر يمنح الجنائن ظلال الحياة …فيكفيك فخراً أنك الأم والزوجة والأخت والابنة والصديقة… والقلب الكبير. تليق بك سيدتي الحياة, وتزهو بك المحافل. وقلبك كبياض الثلج ناصع… في قلوب محبيك منثور.

    سيدتي… المرأة الأنثى, في عينيك سرّ الوجود, ويمينك تحمل مشاعل البقاء, أنت وحدك تضيئين دروب العتمة الملتهبة بالألم والشجن, وتُحيليها فجراً حرّاً يخترق السحب القاتمة ذات البروق الغاضبه, لتلد من أعماقها زخات من مطر الثورات والاحتجاجات المتناثرة في البلاد. وأراك شجاعة, لا تتوانين عن تقديم فلذات كبدك فداء للأوطان, وتخوضين ببسالة أعتى الحروب بالمحبة والحنان, دون أسلحة أو دروع. فأنت لست مجرد صورة جميلة تزين البيوت ويتباهى بأنوثتها الرجال, بل أنت الكيان الفعّال, وفي سبيل الحق, باستطاعتك الوقوف جنباً إلى جنب مع الثوار, ولك اليد الطولى في إحداث التغيير ورسم معالم المستقبل الواعد, وكل هذا من خلال قناعاتك ورؤاك الفكرية والثقافية التي ترفض الذل والقهر والانصياع.

    دورك سيدتي العربية في صنع القرار, قرار…! وهروبك منه, فرار. ألم تكن “كونداليزا رايس” امرأة, حين بشرتنا بالشرق الأوسط الجديد منذ سنوات قليلة؟! وألم تكن “هيليري كلينتون” امرأة حين حذرت أنظمتنا العربية من ثورة شعوبها ضدها للإطاحة بها قبل شهور؟!  وهنا يكمن دورك أيتها المرأة العربية الأبية في فرض وعيك وفكرك وصوتك من خلال سعيك إلى استبيان ذلك الخيط الرفيع الذي يفصل بين الحق وبين المؤامرة, التي تحاك خيوطها وراء هذا الحق. فهناك جهات تسعى إلى جني المكاسب, من خلال تنفيذ مخططات تخدم سياسات إقليمية ودولية, وتجهد في نشر مشروع الفوضى الخلاقة, عن طريق تغذية الصراعات الداخلية, وتفعيل الانقسامات بين الجماعات والأفراد, مختبئين وراء تلك الثورات الشعبية المشروعة والمحقة.

     كلنا نعلم أن الوطن العربي وعلى مر العصور, ومن خلال أنظمته الدكتاتورية, التي تمادت في إذلال شعوبها وإخضاعها واجه عقبات عديدة؛ اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية, حالت دون تقدمه وتطوره. ولن تتحقق نهضة الأمة العربية إلا بالقضاء على معاناة الشعوب. وهنا يكمن دور المرأة العربية التي لا يسمو المجتمع ولا يرقى إلا بها, فهي الزارعة لبذرة الأجيال, والقادرة على نشر التوعية الفردية, التي تبدأ مسيرتها الأساسية من الأسرة, فالثورة يجب أن تكون داخلية ومحلية قبل أن تكون قومية, ثورة الفكر العميق, وإصلاح النفس قبل إصلاح الجمهور, وأن يكون هدف الإصلاح, الصالح العام وليس الخاص.

     الرجل في حياتك سيدتي هو الأب والأخ والزوج والحبيب والصديق, وحريتك في معناها الحقيقي يكمن في تنصيب عرشك بالقرب من عرشه, فأنت الأساس وهو يكملك, فلا تتنازلي ولا تكوني عنصراً ثانوياً وتتصرفي وكأنك لست معنية؟!…كوني في عيد الأم …أم! فالجنة تحت أقدامك. وكوني في اليوم العالمي للمرأة… امرأة, تفخر بك النساء! فقد صدق الأديب الانجليزي شكسبير حين قال: “المرأة كوكب يستنير به الرجل, ومن غيرها يبيت الرجل في الظلام”.

                                                                             منى الشرافي تيم

الرجاء ترك تعليق