الصورة السلبية للغرب في العالم العربي

     إن الصورة السلبية للغرب في العالم العربي حالة قائمة تبرز في كثير من الأحوال. والعالم العربي يلقي اللوم على العالم الغربي ويحمله  كل السلبيات التي تحدث معه. فلا يوجد وسيلة أسهل من إلقاء اللوم على الآخرين كي نزيح عن كاهلنا المسؤولية ونحملها لغيرنا.

      العالم العربي والعالم الغربي معسكران متناحران. فالعالم الغربي في نظر العالم العربي, يطمع في خيرات الشرق, ويحاول أن يقنعنا أنه يساعدنا ويعمل لمصلحتنا, ولكنه يعالج قضايانا ونقائصنا بكثير من التضخيم والتهويل. وكل ما يفعله هو نشر الفوضى والطغيان. ويضرب حقوق الدنيا في سبيل أطماعه ومصالحه, يطالب العالم بالديمقراطية وهو لا يطبقها. وهو عالم يدّعي التزام مبادئ القانون الدولي وهو يخرقها كل يوم في تعاملاته. لا يريد لنا أن نكون دول مصنعة ويسعى دائما إلى توفير ما نحتاج إليه بأعلى الأسعار, ولا يريد لنا التقنية, ولا يدفع الأسعار المناسبة لنفطنا, ويستغل ثرواتنا. والاستعمار هو السبب في كل مظاهر تخلفنا الفكري والاجتماعي والاقتصادي وما وصلنا له اليوم.

    وأكثر ما هو معروف في العالم الغربي هو الانفلات الذي ورثناه عنه. صنع المخدرات وروجها في مجتمعاتنا. نحن نتهم الغرب بالتفكك وانعدام الأخلاق, وتمكن من نشر الفتنة والتفرقة والقتال في عالمنا العربي. والفتنة هي السلاح الفتاك الذي يحاربوننا به. هم يخططون ويرسمون ونحن ننفذ كل شيء هم يريدونه دون تفكير.  يكذبون ويدعون الصدق. ولا يحبون بعضهم البعض ولكنهم يتحدون في محاربتنا . وأكثر ما نعرفه عنهم هو المراوغة كي يحققوا ما يريدونه. وفي حقيقتهم يعتمدون علينا نحن العرب في كثير من الأمور. أفكارنا تبقى أفكارا على الورق, ولكنهم يأخذوها وينفذوها ولا يعترفون بفضلنا عليهم.

      والتفكك العائلي في العالم الغربي مؤسف, فأولادهم يتركون بيوت أهلهم ويعيشون لوحدهم. والأهل أيضا يفضلون أن يعتمد أولادهم على أنفسهم. كي يدفعوا أقساط مدارسهم وجامعاتهم  وكثير منهم يأخذون قروضا من البنوك. والمصيبة أن أولادنا يحبون السفر إلى الغرب للدراسة, فالعالم الغربي يسحبهم ويحرمنا منهم ومن الاستفادة منهم, لأن معظمهم بعد أن ينتهي من الدراسة لا يعودون إلى بلادهم, وذلك لأنهم يجدون ما يحلموا به في الغرب, فهو  يؤمّن لهم العمل المناسب ويدفع لهم الكثير من الأموال كي يبقوا عنده ويعطيهم الجنسيات ويزوجهم من بناته, كي يضمن بقاءهم. هو لا يطمع بثرواتنا فقط بل بأولادنا.

     العالم الغربي  يملك السلاح والمال والقوة لذلك هو يحكم العالم ولا أحد يستطيع أن يردعه أو يقف في وجهه. ومع مرور الزمن تزداد أطماعه, لأننا نتنازل ونقدم له كل يوم ما يسعى إليه. هو يخطط ونحن ننفذ دون شعور منا. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا: هل كل هذه الأمور التي نعتبرها سلبية في التفكير الغربي هي فعلا سلبية؟

                                                                             سالي تيم

                                                         الجمعة:17 أيار

الرجاء ترك تعليق