لو حاولنا الغوص في أعماق النفس الإنسانية لوجدنا شبهاً كبيراً بينها وبين أعماق البحار في اختلافاتهما وتشابهاتهما وتشعباتهما وتناقضاتهما، إلا أن هناك فرقاً جوهريا بينهما، وهو أن البحار ممتدة تحكمها تقلبات الطبيعة، أما النفس البشرية فيحكمها العقل ودرجات الفكر، وتتحكم بها المشاعر الطارئة على اختلافها – المفرحة والحزينة والصادمة – تلك الأعماق الإنسانية المعقدة، والمشاعر ذات الخصوصية التي تشبه أصحابها، تختلف من شخص إلى آخر في ردود أفعالها، وتتفاوت في درجات تقبلها للطارئ بكل أشكاله. وغالبا ما تظهر الانفعالات النفسية عند الشعور بالغضب، خصوصاً إذا كان مصدر هذه الانفعالات الكذب والخداع، أو الخيانة والتحايل، أو الإهانة والتحقير. فهناك النفس التي تثور وتغضب وتلعن وتستعد للانتقام في أول فرصة تسنح لها، وأحيانا كثيرة يكون حجم انتقامها أكبر وأعنف وفي السر أو العلن، والأمر في هذه الحالة لا يتوقف عند هذا الحد فحسب، بل يترتب عليه تصرفات أخرى كثيرة، تبدأ بالحرص الشديد، والحذر المفرط من كل المحيطين بها، مروراً بالخوف منهم…
View original post 505 كلمات أخرى