الولادة والموت هما أمران قدريان بيد الله عز وجل، لا أحد يعلم توقيتهما غيره، والتمسك بالحياة والنضال من أجل البقاء غريزة فطريه ثمينة زرعها الله في النفس الإنسانية، تلك النفس التي تصارع كل الطوارئ من أمراض ومجاعات وحوادث وحروب، وتتأقلم مع تقلبات المواقف والظروف، وتتعايش مع التغيرات الطبيعية، وتتقبل الخسائر، وتخوض الرهانات، وتواجه التحديات، وتتحمل الآلام، وبعد كل كبوة تقف متحلية بالأمل ومؤمنة بالغد الأفضل، وكل ذلك من أجل حلاوة الروح التي وضعها الله في الجسد وكرّمه بها، فالجسد هو الوعاء الذي تسكنه الروح طالما انه المكان الذي يليق بها.
أما الأسئلة الكثيرة التي تطرح نفسها بعد هذه المقدمة الموجزة التي تتكلم عن حلاوة الروح ومدى تمسك النفس البشرية بالحياة، هو كيف يجرؤ ذلك الإنسان الضعيف، الذي تدعوه فطرته وطبيعته إلى البقاء أن يُقدم على اتخاذ قراره بالتخلص من حياته؟ هل يُتخذ هكذا قرار بعد تفكير وتخطيط وكثير من الجرأة والإرادة والتصميم؟ أم يُتخذ في لحظات من التخلي، والانفصال،…
View original post 543 كلمة أخرى