كم هي محيرة تلك المشاعر الإنسانية التي حين تنطلق من القلب، تفتعلها النفس، ويجترّها العقل، فتصبح ملمحا تعكسه العين في مرآة الوقت الضائع، على روابي انتظارِ وهمٍ خطّه الخيال في لحظاتٍ من تأملٍ وأملٍ بحياة لها نكهة الزهر البري، الذي ينمو ألواناً في الحقول المتحررة من سياج إنسان نسي أنه روح لا تحلّق إلا على نسمات الحس ولا تحط إلا على شرايين الشعور.
قد يقولون أن الكلام عن المشاعر الإنسانية واختلاجاتها الشعورية، ما هو إلا ثرثرة شعراء لا تُطعم ولا تُغني من جوع. وأتساءل ما هي فائدة شبع البطون.. طالما أن الأرواح فارغة تقارع في صلابتها المعدن الذي يُدفع ثمناً لجلب مختلف أنواع الأطعمة، العادية منها والفاخرة، التي تملأ معدة، ما تلبث أن تطحنه، حتى تتخلص من فضلاته في دورة آلية من عمليات الامتلاء والإفراغ. ومهما كبرت آلة الإنسان الطاحنة للطعام، يبقى استيعابها له محدوداً، وكلما كانت كمية الطعام أكبر وأكثر دسماً، كلما أثقلت الجسد بكميات الدهون التي تُعيق حركته،…
View original post 420 كلمة أخرى