في محاضرة بمركز سلطان بن زايد الدكتورة منى الشرافي : حماية اللغة العربية مسؤولية مشتركة بين المدرسة والبيت والإعلام http://www.alfajr-news.net/node/106319

استضاف مركز سلطان بن زايد للثقافة والإعلام الدكتور منى الشرافي تيّم الاستاذة بالجامعة اللبنانية الامريكية في محاضرة حول – لغةُ شبابِ العصر في وسائل التواصل الاجتماعي – الظاهرة العربيزية ). وذلك في مقر المركز في منطقة البطين في أبوظبي.
وفي بداية المحاضرة التي شهدت حضورا متميزا يتقدمهم الاستاذ منصور سعيد المنصوري مدير ادارة الثقافة والاعلام بالمركز تقدمت الدكتورة الشرافي بالشكر والتقدير الى سمو الشيخ سلطان بن زايد ال نهيان ممثل صاحب السمو رئيس الدولة رئيس مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام على الدور التنويري التثقيفي الذي يقوم به المركز.
عقب ذلك تحدثت الدكتورة منى الشرافي عن اللغة العربية في عصر التكنولوجيا، مشيرة الى ان ما يجري للغة في وسائل التواصل الاجتماعي هو أبعدُ ما يكونُ عن تطويرِها، ولا يمتُّ بصلةٍ إلى تيسيرِها، بل يسعى إلى تغييرِ وجهِها.
واشارت الى انها نواجهُ حرباً تهددُ اللغةَ العربية، وتزعزعُ ألسنةَ المتكلمين بها، خصوصاً فئةَ الجيلِ الجديدِ الشاب، الذي باتَ يفضّلُ تعلّمَ اللغاتِ الغربيّةِ والتواصل بها، وعلى وجهِ الخصوصِ اللغةَ الإنجليزيةَ.
وقالت ان المطلوب اليوم، كي تخرجَ اللغة العربيّة من مأزِقِها، هو القيام بعملياتِ إنعاشٍ لاستعادةِ التوازن ولسنا بحاجةٍ إلى المزيدِ من التنظيرِ والمنظّرين بل إلى ثورةٍ حقيقيةٍ توازي في قوتِها الثورةَ التكنولوجيةَ والمعلوماتيةَ التي أبهرتِ العالمَ العربـيَّ .والقيامُ بعملياتِ إنعاشٍ وتنشيطٍ وتجديدٍ مكثفةٍ لاستعادةِ التوازن،
وتطرقت المحاضرة بالتفصيل الى ما يسمى الظاهرة العربيزية مشيرة الى اننا أمامَ مواجهةٍ أشدَّ خطراً على اللغةِ العربيةِ من اللهجاتِ العاميةِ وهو استبدالُ الحروفِ العربيةِ بالحروفِ اللاتينيةِ والأرقام.موضحة ان ثورةَ الاتصالاتِ الإلكترونيةِ، وتنامي استخدامِ شبكاتِ التواصلِ الاجتماعيِّ، أدّى إلى بزوغِ لغةٍ مكتوبةٍ جديدة، هي التي أُطلقَ عليها اللغةُ العربيزية .
وحذرت الدكتورة الشرافي من أنَّ انهيارَ اللغةَ العربية، يعني انهيارَ الأمتين العربيةِ والإسلامية. موضحة ان الظاهرةُ العربيزية، بدأت مع ظهورِ قنواتِ التواصلِ الاجتماعية، وذلك من خلالِ برامجِ المحادثاتِ الفورية، التي انتشرتْ بسرعةِ البرقِ بين الشبابِ العربـي، الذين تقبّلوها بصدرٍ رحبٍ، وقلبٍ مفتوحٍ وكأنهم وجدوا فيها ضالتَهم، أو ربما أخرجَتهم من حالةِ الركودِ والإحباطِ التي يَحيونها، ومع الوقتِ تزايدَ عددُ قنواتِ التواصلِ الاجتماعيِّ وتطورتْ، وتطورتْ معها أساليبُ الكتابةِ بالعربيزية، فبدأتْ بحروفٍ لاتينية، ثم تمّ ابتكارُ فكرةِ الأرقام، والآتي أعظم. موضحة ان من ابرز المخاطر التي ظهرت اخيرا هو هو إصدار مصاحف بهذه اللغة الهجينة الدخيلة ، وقد عرضت المحاضرة بالصور هذه الظاهرة .
وشددت ان اللغةُ العربيةُ قادرة على الصمود شريطة التحرك وبذلِ الجهود اللازمةِ لإيجادِ الدواءِ الناجعِ والسريعِ لإنقاذِ اللغةِ العربية، وذلك من خلالِ ابتكارِ حلولٍ عمليةٍ واقعيةٍ وعصريةٍ وسلسة، والأمرُ الأكثرُ أهميةً قابليتُها للتنفيذ، لأنَّ الحلولَ النظريّةَ سيكونُ مصيرُها كسابقاتِها في أدراجِ المكاتبِ وعلى رفوفِ المكتبات.
و أكدت انه لكي تعودَ إلى اللغةِ العربيةِ حياتُها ورونقُها، من الضروريِّ القيامُ بثلاثِ عملياتٍ إصلاحية هي الإنعاشُ الفوريُّ من أجلِ إنقاذِ اللغةِ العربيّةمن خلال تضافرَ الجهود واستجلاب الكفاءاتِ والطاقاتِ المغتربةَ والمحلية، وتستعينُ بأصحابِ الخبراتِ المعلوماتيةِ والكفاءاتِ اللغوية، وتوظفُهم للقيامِ ببرمجةِ حواسيبَ تتناسبُ معَ الثقافةِ العربيةِ لغةً وحضارةً وتاريخاً وتراثاً، كما ينبغي تعيينُ لجانِ متخصصةٍ وجادةٍ لمراقبةِ كلِّ الآلاتِ الإلكترونيةِ الداخلةِ إلى البلادِ العربية، ووضْعِ هيكليّةٍ حاسوبيةٍ عربيةٍ لتتمَّ برمجةُ السوفتوير – لخدمةِ اللغةِ العربية.
اما الامر الثاني فهو العلاجُ الجذريُّ المكثفُ ، وذكرت انه لكي نقومَ بإصلاحٍ حقيقيٍّ فعّالٍ من أجلِ اللغةِ العربية، يجبُ أن نبدأَ منَ الجذورِ… من المدرسةِ، من المرحلةِ الابتدائية، ثم تكثيفِ العملِ وبذلِ الجهدِ والوقتِ على الفئةِ الناشئة، فهمُ الأرضُ الخصبةُ المهيأةُ لاستقبالِ ما يُبذرَ فيها؛ و الإفادةُ من تجاربِ الشعوبِ التي تمكنتْ بحزمٍ وإصرارٍ من إنقاذِ لغاتِها، وتأليفُ الأعمالِ الأدبيةِ الجيدةِ المدروسةِ التي تحاكي واقعَ الشباب وعرضت المحاضرة تجربة شخصية في الكتابة المشوقة في الرواية والقصة .
وخلصت الدكتورة الشرافي بالتأكيد على انه لا نستطيعُ إلقاءَ اللومِ على ما أحدَثَتْهُ الثورةُ التكنولوجيةُ والمعلوماتيةُ ومتغيراتُها السريعةُ والخاطفةُ من زلزلةٍ أحرجتِ اللغةَ العربية، وجلبتْ لنا معها لغةً هجينة، داعية الى تمتين أواصرِ اللغةِ العربيّةِ باعتمادِ الجودةِ والكفاءةِ والجدارة، كي تكون قادرةً على التحدي والتنافسِ والاختراقِ والصمود.
وفي ختام المحاضرة التي ادارها الاعلامي بقناة العربية محمد أبو عبيد جرى حوار حول محاو المحاضرة ، وقال ابو عبيد ان من أسباب سعادته لتقديم محاضرة الدكتورة الشرافي علاوة على تعلقها بلغتنا فهو هو انعقادها في مركز سلطان بن زايد للثقافة والاعلام الذي يسعى ويعمل للحفاظ على إرثنا.
وشدد ابوعبيد – على أهمية موضوع ندوة (العربيزي) مشيرا الى انها تضعنا على منصة التوازن بين ما يجب وما لا يجب من حيث تطوير لغتنا وتطويعها لمواكبة التطور.كما اكد على انه لا بد من الليونة اللغوية بما لا يحيد بنا عن أصول وقواعد لغتنا، وبما تشمله من مبانٍ ومعانٍ. واختتم بالقول ان الكتابة متعة السباق بين الفكرة واللغة، والتوازن بين الجمال والمعنى. فأن تكتب يعني أن تكون المشرف على زراعة الحديقة وتنسيقها.