اليوم ذكرى أحداث 11 سبتمبر… وتبعات تلك الأحداث لا تزال قائمة إلى يومنا هذا.
بحجة محاربة (القاعدة) التي صنعوها بأيديهم.. تمّ تغيير نصف وجه العالم…
وحجة محاربة (داعش) الذي صنعوه بأيديهم أيضاً سيتم تغيير النصف الثاني لوجه العالم
في رواية “مرايا إبليس” التي كان موضوعها، أحداث 11 سبتمبر .. قلت:
الإنسان هو الحلقة الأضعف والأرخص في
عالم الأطماع والمصالح، مهما كانت جنسيته،
أو توجهه، أو انتماؤه العرقي أو الديني.
والأديان لم تسن القتل وإراقة الدماء، بل
سنّها إرهاب الدول والأفراد والتطرف.
وأشرت في نهاية الرواية إلى توقع ما يحصل اليوم … على لسان إبليس حليف أبالسة الإنس:
أخطأتم في حساباتكم يا أصدقائي وحلفائي، حين نسيتم أنني إبليس، وهدفي نشر الدمار والتشرذم والشر والأذى والظلام. وكل هذا أحققه حين أحظى بحلفاء مثلكم. ولكنّ هذا لا يعني أنني معكم، وسأستمر في مساعدتكم، فوقوعكم في المصائب والكوارث كان هدفاً من أهدافي، وسأترككم الآن في غيّكم تعمهون والفوضى تعمّ العالم… و”مرايا إبليس” الآن أصبحت أكثر وضوحاً، وانعكاسات الصور فيها تُظهر عالم الطمع والجشع والمصالح، حيث يدوس فيها القوي الضعيف، والغني يستعبد الفقير. مرايا الإرهاب الزائفة التي تجعل من الإرهاب الحقيقي دفاعاً عن النفس، وحقّاً في البقاء. وفي المقابل، تعكس المرايا صورة صاحب الحق الفعلي، ومطالبته به تحوّله إلى إرهابـي، تدق له طبول الحرب… ومجموعة في تنظيم من المتطرفين، بمساعدة حكومات تسعى إلى الهيمنة على العالم، تستوجب حرباً على الإرهاب، وتَصِم شعوباً بأكملها بوصمة الإرهاب.
تركت حلفاء الماضي معلقين بين السماء والأرض، وعدتُ إلى بيتي في مملكة السواد، منتظراً أن يقرع أجراس مملكتي حلفاء جدد، ربما يكونون أكثر ظلامية ودموية من جونـز وشايلوك وحلفائهما… مع أنني أكاد أجزم بأن أجراس نهاية العالم هي التي ستقرع…
وهنا انتهت أحداث الرواية على الورق.. واستمرت على أرض الواقع… لأن العرب لا يتعلمون من دروس الماضي.. ويدفنون رؤوسهم بالتراب… وعذرهم أنهم (لا يرون) فرؤوسهم بالتراب؟!