المرأة…والربيع العربي!
أنا المرأة العربيّة… ربيعي … متى؟؟؟
ثائرةٌ أنا كعاصفةٍ هبّت مع حلول الشتاء، قُدّتُ مركباً طال خريفُه، ولم يبرح يوماً شطآن الصحراء، سكنه الشِيْبُ والشباب زمناً بانتظار فرج… فرعه الهوان، وأبحرتُ متحدية ظلمة الليل وزمهرير البرد وصراع الموج وغضب السماء، تحلّقتْ من حولي نساءٌ أثقلت أرحامهن أجنةٌ مستقبلُها الفناء، ومعاً رفعنا لاءاتنا رايات، ومعاً جذّفنا بفروع العزة والإباء، وشرّعنا صدورَنا وجهة الشط والميناء، فألهبنا قلوباً خذلها الذلُّ والهوان، ولاح الفجر من قلب المساء فنهض الأجداد والأحفاد والآباء والأبناء، ومعاً اتحدوا واحتشدوا صفاً صفاً، كي يكونوا لأوطانهم خير بناء. أنا المرأة… ثائرة وجهادي للوطن عنوان؟ ففي مسيري صُوّبتْ نحوي السهام محمومةً، فَصَبرتُ وضُربتُ واغتُصبتُ، وحين أرسيت مركبي على بر الأمان، أبعدوني وعزلوني، فهو أوان الغنائم والأثمان. ثائرة أنا وجهادي محمود، فلن أتراخى ولن أتخاذل، وبصلب إرادتي سأتصدر طريقاً معبداً بكثير من الرجاء… وأملي الرخاء!!
أثبتت المرأة العربية أثناء الاضطرابات والأحداث التي شهدتها الدول العربية في ربيعها العربي، تميّزها وشدة تأثيرها، حين أطلقت بشجاعة صرخة لا…!! فتصدّرت ببسالة القائدة الجريئة… الحركات الاحتجاجية الرافضة والمنددة بالسياسات القمعية، التي مارستها الأنظمة العربية الحاكمة في حقهن وحق مجتمعاتهن، فشكلن القوة الضاغطة، التي لم يكن من السهل الاستهانة بمقدرتها على قلب المعادلات, ورفض الأنظمة المشوّهة, التي استمدت قوتها واستمرارها من خلال إشاعة أجواء، التجاهل والترهيب والتهديد والتجويع والتشريد. كما ساعدت في عمليات التعبئة، والحشد للمظاهرات، التي عمّت عدد من الدول العربية. وعلى ضوء هذه التطورات المتسارعة تمّت الإطاحة بعدد من الأنظمة العربية الحاكمة.
رسمت الثورات الشعبية المدنيّة، التي تصدّرتها المرأة العربية مسارات جديدة, ووضعت حداً للخضوع والإذعان, وأحيت آمال الشعوب العربية في التطلع إلى غدٍ أفضل، وصدّرت إلى الواجهة, أجيالاً شبابية واعدة قادرة على إيصال أصواتها؛ أجيال رافضة للأنظمة الاستبدادية التي فرضت سياسات الغد القاتم, وأنكرت أبسط الحقوق الإنسانية الأساسية للمواطنة في حرية التعبير والحق في تقرير المصير. وتحدت المرأة العربية جنبا إلى جنب مع الرجل، قوى البطش العارية, وزرع الرعب في النفوس, والإرهاب المنظم ضد المواطنين, بدلاً من شرعية الوطن والقانون والحرية, من خلال سياسات الاستبعاد والإقصاء وعوامل الخوف وليس الشرعية منها, وفرض سياسات العزل والصمت, وتفعيل أنظمة الاعتقال والإفراط في التعذيب ونشر الرعب, وقمع الحريات, بالإضافة إلى التمادي في النهب والفساد, وتحطيم القيم الإنسانية, وخلق حالات من الاحتقان الاجتماعي. فكان لا بد للشعوب أن تقول كلمتها وتحطم جدران الخوف والخضوع والانهزامية.
ولكن… لماذا تتعامل المجتمعات العربية بتلك الفوقية مع المرأة العربيّة؟ – فهي وعلى الرغم من نضالها البيّن، وتصدرها الثورة، بالإضافة إلى الأذى النفسي والجسدي والمعنوي الذي تعرضت إليه أثناء ثورتها ومساندتها للرجل – تمّ تجاهلها وصودرت حقوقها, وبدا حضورها على ساحة الغنائم ضعيفاً بل ربما معدوماً، بعد أن كانت في ساحة المعركة قائدة مجاهدة ومناضلة. ولم تتوقف الأمور عند هذا القدر من التجاهل فحسب، بل قامت بعض الدول التي نالت استقلالها بعون من المرأة ومساندتها، بمحاسبة بنات الثورة من خلال حبسهن وإخضاعهن “لفحص كشف العذرية “؟! وأكثر من ذلك… وهذا إن دل على شيء، فهو يدل على أن المرأة العربية ما زالت في أوج خريفها، الذي يقبع بها في أتون الجاهلية. وإن كنا قادرين على تطبيق مقولة: “أن العمل هو مقياس التفاضل بين الناس ذكوراً كانوا أو إناثاً” فيجب أن يكون للمرأة النصيب الأكبر للتواجد في مراكز صنع القرار، وذلك بسبب جرأتها وفطنتها ورجاحة عقلها. فقد قادنا الحاكم العربي عقودا من الزمن، فماذا حصدنا…؟ حصدنا الذل والقهر والجوع والتشرد والبطالة، ومن نجا بنفسه من كل ما سبق، هاجر إلى بلاد الله الواسعة!!
أيتها المرأة العربية متى ستطلقين ثورتك… ليبدأ ربيعك؟! ذلك الربيع الذي من شأنه أن يعبّد طريق الأجيال، ويعدّهم ليكونوا أمل ومستقبل أمتهم، والرجاء الذي تنتظره أوطانهم.
فكيف يكون لك ربيعا يا سيدتي… وهم من خلال إعلامهم التجاري، يجهدون لإلهائك وتحويلك إلى سلعة استهلاكية مبتذلة ورخيصة. كم هو مؤلم أن يلقوا على كاهلك مسؤولية انحلال المجتمعات العربية وتأخرها وتقهقرها…
والأكثر إيلاماً، هي تلك القائمة التي ضمت… مئة من النساء، الأكثر تأثيراً في العالم العربي؟؟ … فتنبهي أيتها المرأة العربية إلى مُثلك العُليا!! واحسني من بينهن الخيار… أو انتفضي وأطلقي صرخة…لا!!
منى الشرافي تيم
شقيقتي اتعطش لكل ماتكتبين ومتعطش لزاد الفكر والروح في كتابتك مبدعه مبدعه مع تمنياتي بالمزيد من الرقي في ثقافتنا العربيه وبخاصه عند الكاتبات مثلك قل نظيرك من المبدعات اخوك سلمان الزيودي