ظلّ حبيبها يكبر معها…تبحث عنه حولها وفي عيون الناس, فلا تجده, تغمض عينيها فتراه ينهل من مائهما, فتسترسل في مناجاته, في أروقة رغباتها الأنثوية لتروي شغاف قلبها, فهو سرّها وحدها, نقشته في وجدانها متحدية به زمانها.
تأمّلت ديانا السماء القاتمة في ليلة باردة من شهر شباط, اختبأ فيها القمر, وتخفّت وراء ظلاله النجوم, وراقبت الأضواء الخافتة المنبعثة من نوافذ البيوت على الضفاف البعيدة, فوراء كل نافذة قصة, ووراء كل بيت حكاية, وللنفوس ألوان تضيء وتشحب وفق الحالة التي يحيونها.
ها هو القدر قد وضعها بين شطيّ الماضي المهزوم الضرير وبين المستقبل الجامح الجريء, فهو رجل جمع المتناقضات, ويشبهها في اختلافه, إلا أنها بقدر ما انتظرت الحب ما زالت تخشاه, فطالما تمنت أن يتجسّد خيالها في الحب, وتستمتع بملذاته الحسيّة والمعنويّة معاً, إلا أن توقعاتها منه كبيره..كبيرة…وأكثر…!!
المرأة الحقيقية في حياة الرجل لا تأتي إلا مرة واحدة, ولا يعي ذلك تماماً إلا حين يخسرها…وسيجهد لاسترجاعها ولكنه سوف يفشل!
انسحبت ديانا بهدوء, وخاطبت ذاتها بضجيج الصمت النابع من غليان وجدانها, وهي تتساءل: هل من الممكن أن تتقابل وجهاً لوجه مع أحلامها…؟ أن تتبين ملامح خيالها؟ وتتذوق ثمرة مشاعر غرستها في ذاكرتها وصنعها رسم خيالها؟! أم أنّ كلّ ما حصل الآن, ما هو إلا عملية اختلاق وهميّة, أفرزتها رغبة مقدسة ملحّة مغروسة في كيانها, لتعرّفها إلى ما هو أبعد من الحب, وأعمق من القدر, وأقوى من الغيب الذي آمنت به؟
BARAKA ALLAHO FIKI RAI3
قام بإعادة تدوين هذه على منى الشرافي تيم.