الكتاب العجيب
تشجعَ سامر ومدَّ يدَهُ إلى الكتابِ المُلقى على الأرضِ ثم حمَلَهُ عائداً به إلى سريرِه؛ وتفحّصَ صورةَ الفتاةِ الجميلةِ عن قرب، فانتفضَ حينَ ابتسمَتْ له بخجلٍ, ورمى الكتابَ على السريرِ, ثم اتجَهَ نحو بابِ الغرفةِ يريدُ أن يستنجدَ بوالديه, بعد أن تأكّدَ لهُ أنَّ أشباحاً قد قررتْ زيارتَهُ الليلةَ على غيرِ موعد. ولكنه قبلَ أن يفتحَ البابَ, عادَ ينظرُ إلى الكتابِ، فقرأ عنوانَهُ مرّةً أخرى، وردّدَ بصوتٍ مرتفعٍ: “جزيرة الحياة”؟!, ثمَّ فكرَ قليلاً في العنوان، وقرّرَ أنّه لن يتمكّنَ من معرفةِ سرِّ هذا الكتابِ الغريبِ، المليءِ بالأشباحِ والغرائب، إلا إذا قرأه…. ثم قالَ في نفسِه: “ولكنَّ الكتابَ باللغةِ العربية، وأنا أكرهُها وأستصعبُ القراءةَ باللغةِ العربية!!”
وعلى الرُّغمِ من التردّدِ الذي أصابَه, فقد قرّرَ أن يكتفيَ بتصفُّحِ الكتاب, وتأمّلِ صورةِ الفتاةِ الجميلة، والطبيعةِ الخلّابةِ من حولِها. وما إن فتحَ الكتاب، حتى ابتسمت لهُ الفتاةُ من صفحةِ الكتابِ الأولى, وسمعَها تهمسُ بنعومة:
– مساءُ الخيرِ يا سامر…
نظرَ سامر حولَه, فقد ظنَّ أنهُ يحلُم, وقبلَ أن تمنحَهُ الفرصةَ ليفزعَ منها مرَّةً أخرى, أضافت قائلة:
– اسمي سارة, وعمري إحدى عشرة سنة، وأنا في الصفِّ السادس, وأعيشُ على جزيرةِ الحياة، بين أهلي وأصدقائي والطبيعةِ الرائعة.
بعد قليلٍ من التردُّدِ والرِّيبةِ معاً, سألَها سامر:
– كيفَ تتكلمين معي وأنتِ مجرَّدُ صورةٍ في كتاب؟
أجابتهُ وهي تبتسمُ لهُ بهدوء:
– جئتُكَ هذه الليلةَ بعد تفكيرٍ طويل, كي أتعرَّفَ عن قرب، إلى عالمِكَ الغريب، في هذا المكانِ المعتِمِ والضيّق، الذي يمتلئُ بالأجهزةِ والألعابِ الإلكترونية، وكأنك تعيشُ على كوكبٍ فضائيٍ آخر، غيرِ كوكبنا الأرض، بالإضافةِ إلى كلِّ أولئكَ الأصدقاءِ الافتراضيين، الذين تُحادِثُهم ويُحادثونَكَ عبرَ شاشة الكومبيوتر، فأنا ومنذُ مدّة، وخلالَ أوقاتِ فراغي، أراقبُكَ من نافذتي الصغيرة, التي أطِلُّ منها عليك، عبرَ صفحةِ هذا الكتابِ المهملِ على الرفّ. فهل تسمحُ لي؟”
ردَّ عليها بسرعة:
– نعم، أسمحُ لك, تفضّلي!
خرجتْ سارة من صفحةِ الكتاب، كالنسمةِ الرقيقةِ في يومٍ ربيعيٍّ مُشمِس, محمّلةً بأريجِ الأزهارِ الفّواحة, فأضاءَت فضاءَ الغرفةِ الصغيرةِ القاتمة، ثم جلسَت إلى جانبِ سامر، بعد أن جالتْ بنظرِها، وعلاماتُ الاستغرابِ باديةٌ على وجهِهَا لرؤيتِها كلَّ تلكَ الأجهزةِ الإلكترونيّة، التي امتلأت بها غرفتُه.
تلاشى كلُّ الخوفِ الذي كان يشعرُ به سامر، بعد أن تأمَّلَ وجهَ سارة الجميل, ونظرَ إلى عينيها الصافيتين البرّاقتين، ثم سألَها متحمِّساً:
– ألا يوجد في موطنِكِ أجهزةٌ إلكترونيّةٌ وكمبيوترٌ يا سارة؟
– لا… لا يوجدُ عندنا على جزيرةِ الحياةِ أيّة أجهزةٍ إلكترونيّة!
– ولكن، كيفَ تقضين أوقاتَكِ بدونِها؟ لا بدَّ من أنَّ حياتَكِ على جزيرةِ الحياةِ مملّةٌ جداً، وخاليةٌ من الإثارة، لذلك دعيني أُرِكِ وأشرحْ لك كيفَ تعملُ هذه الأجهزةُ الإلكترونيّة… فلنبدأ بلعبةِ “البلاي ستايشن”
manmoone fekra wala agmal wala kont atkhayalha ra2e3a wa mobde3a o da2eman at7efina be ibda3atek
يبدو أن الرواية مشوقة حقا … فهذه السطور التي قرأتها حمستني لأكمل الرواية وأعرف الحوار الذي دار بين سامر وسارة
وما وجهة نظر كل منهما عن عالمه الخاص به … وهل تغيرت وجهات النظر لكليهما أم لا …. أتمنى لكِ التوفيق دوماً
وحفظ الله أناملك التي تمسك قلمك وتكتب ما هو جميل وممتع ….. 🙂