كفى استخفافاً بنا!!

إن الخطاب الذي نسمعه اليوم من الزعماء والقادة ورؤساء الأحزاب هو ليس خطابا وطنيا… سياسيا… اقتصاديا… اجتماعيا، يهدف إلى المصلحة العامة، التي ترتقي بالناس، وتمنحهم كرامة العيش، وتضي لهم دروب المستقبل، التي تعتمد على مفهوم المواطنة من خلال التركيز على الانتماء والولاء للوطن الذي يقوم على أساس الحقوق والواجبات بين أفراد المجتمع الواحد وبين دولتهم، والتأكيد على مفهوم الإنسانية… حيث يكون فيها الإنسان هو القيمة الفعلية التي يتم التعويل عليها.
إن خطاب ساسة اليوم يقوم على مبدأ واحد وحيد وهو نفث سموم النعرات الطائفية والمذهبية التي تؤجج عواطف التناحر والكره والحقد والبغض بين الناس… ويبتلعها أصحاب النفوس الضعيفة على أنها عسل، فيقتل الأخ أخاه ويتأجج العداء… ومن أجل من؟ من أجل أن يملأ ذلك الزعيم أو القائد أو الرئيس جيوبه، ويسكن القصور ويلف العالم… ومن عليائه ينظر إلى اؤلئك الناس الذين يلتفون حول صراعاتهم المحمومة… ويضحك وتتعالى ضحكاته على غبائهم وقصر عقولهم ومحدودية فكرهم…
نحن نتأثر بخطاب طائفي مذهبي محموم… ونحمل على إثره السلاح ، ونضحي بأرواحنا ونعبث بمستقبل أولادنا ونورثهم التبعية العمياء، وكل هذا من أجل شعارات رنانة لا تسمن ولا تغني من جوع.
والسؤال الذي يطرح نفسه… من هو الزعيم الذي خرج من رحم الشعب ويعيش بينهم من غير سيارات مصفحة، ومرافقين بعضلات مفتولة وقصور بحراسات مسلحة… وأين أبناؤهم…؟ هل هم في قلب تلك الصراعات والأحداث… بين أولاد الناس الذين يموتون “ببلاش ونصف”؟… أم في بلاد الله الواسعة يحصّلون تعليمهم ويبذرون أموالاً ليس من حقهم، ويحضرون أنفسهم للعودة إلى بلادهم ليرثوا أموال الناس وزعامتهم… ونحن نقدم لهم الولاء والطاعات دون سؤال أو استجواب؟؟
الخطاب الطائفي في هذه الأيام هو البارود الحقيقي الذي يهدد قيامة الشعوب… هو تلك المادة المخدرة التي تفتك بالنفوس والعقول وتقضي على الفكر..
(سني شيعي درزي كردي علوي أرثوذكسي كاثوليكي بروتستاني)؟؟؟؟ إلى متى… ومتى سنهتف في وجوههم بصوت واحد… هي كفى استخفافا بنا!!

About monaat

منى الشرافي تيم فلسطينية الأصل والجذور أردنية الجذع والفروع لبنانية الثمر والزهور ابنة الوطن العربي...فخورة بعروبتي عضو في اتحاد الكتاب والأدباء الأردنيين عضو في المنظمة العالمية لحوار الحضارات في العالم إصدارات: عدد 8 روايات: وجوه في مرايا متكسرة مرايا إبليس مشاعر مهاجرة وجدانيات: حروف من نور كالمنى اسمي نقد أدبي: أدب مي زيادة في مرايا النقد الجسد في مرايا الذاكرة أدب الأطفال: العربيزي والجدة وردة الإصدارات عن الدار العربية للعلوم ناشرون - بيروت المؤهلات:دبلوم في هندسة الديكور والتصميم الداخلي:الأردن دبلوم في إدارة الأعمال:إنجلترا ليسانس ودبلوم دراسات عليا في اللغة العربية وآدابها ماجستير في اللغة العربية وآدابها تخصص نقد أدبي واجتماعي, جامعة بيروت العربية بعنوان: "أدب مي زيادة من منظور النقد الأدبي والاجتماعي درجة الدكتوراه في اللغة العربية وآدابها تخصص نقد أدبي حديث (جامعة بيروت العربية) بعنوان: "الفن الروائي في ثلاثية أحلام مستغانمي دراسة تحليلية نقدية"
هذا المنشور نشر في عام. حفظ الرابط الثابت.

1 Response to كفى استخفافاً بنا!!

  1. Majed Al-Rawwad كتب:

    يا رائعة الكتاب والفلاسفة والواقعيين من النخبة المثقفة وانت تعلمين ان حجارة \احجار الشطرنج اكثر منهم (قادة امتنا)لياقة وكياسة لانها مقسمةعلى موازيين ثابتة ولكل حجر منها وظيفة ووصف وضيفي ومسلك منطقي يسير من خلاله! انظر للجندي يتقدم ولا يرحع والحصان يمشي عشكل حرف ال باللاتينية ولكن زعماءنا لانعرف الا شيئا واحدا مؤكد عنهم وهو التقهقر للخلف وتقبل الرفس من الخلف من سيد استاجرة ربما حتى ينتهى فصل ربما الصيف!!!؟؟

الرجاء ترك تعليق

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s